סיפור מאבק מזרח ירושלמי – מבית ספר שנראה כמו כלא למקום שנראה כמו גן בוטני משולב בחממת יזמות | מנאל פיתיאני

منال فتياني – مديرة مدرسة إعدادية للبنات / القدس الشرقية

إذا سألتني كيف وصلت  بمدرستي  الى ما انحن عليه ، يمكنني أن أخبركمأنه كنا  دائمًا نحلم احلام كبيرة  وبالتأكيد كان لتحقيقها صعوبات جمة ولكن لم نترك اي من هذه ال صعوبات لتكون حجر عثرة على الطريق , والأهم من ذلك هو معرفة كيف تبدو المدرسة اليوم؟

لذلك: اليوم مدرستنا هي واحدة من المدارس المتميزة بالقدس الشرقية. نحن مدرسة ضخمة تضم 1200 طالبة منالصف الاول الى الصف التاسع يعمل فيها  84 معلمة ,نحن مدرسة محوسبة  ,خضراء وصحية دائمة تعمل على نشر على تعزيز القيم الصحية والمستديمة على الصعيد الشخصي والمجتمعي .وتشارك في مشاريع وابحاث علمية حول تدويرالمياه  والروبوت التعليمي  ونتشارك مع مستشفى أوغوستا فيكتوريا في اعادة تدوير المياه . لدينا زاوية حيوانات ومشتل تعليمي وغيرها من مشاريع المدرسة الخضراء.

ليس لانني اعتقد ذلك  ، ولكن هذا ما يقولونه لنا طوال الوقت سواء في شرق المدينة  او غربها بان المشاريع الكبيرة الموجودة لدينا  اليوم هي على مستوى عالمي سواء ببرنامج  الروبوت التعليميFLL ، أو في مجالات الإبداع والعمل. كما  اننا  نشارك في مشروعGLOBE العالمي  للحفاظ على الكرة الارضية بمشاركة طلاب من كل العالم يراقبون ويفحصون ويشاركون العلماء بناسا بابحاثهم العلمية  .

تسألني كيف لدينا تجدد وابتكار كل الوقت ؟ هذا كل  بفضل الطاقم .. الطاقم يحلم معي. أنا لا أترك أحدا يوقفنا ولا حتى المجتمع التقليدي

ولا اي احد بتاتا. فالطالبات لديهن  ثقة عالية بانفسهن، ويفتخرن بانجازهن ونجاحهن. هذا العام  قدم الصف الرابع "برنامج كود وروبوتيكا " وسألتهم: هل تحبون ذلك؟  انه في البداية كان من الصعب للغاية تعلمها مع كل الصف 40 طالبة ، دون معدات  تكنولوجية كافية دون ظروف ملائمة او حتى دون تدريب كاف للمعلمين، حتى وزارة التربية والتعليم  لم يكن  لديها أحد على يقين من النتائج  التي يمكن أن تتحقق , ولكن عندما سألت الطالبات عن اهمية تعلمهم البرمجة وهل ساعدتهم بتعلم الاشياء الاخرى قالوا : بان تعلمهم وفهمهم للبرمجة وكتابة البرامج المعقدة ساعدتهم في فهم امور اخرى  وطورت تعلمهم من  تعلم مهارات  القرن الحادي والعشرين مما مكنهم  من تعلم المضامين التعليمية  بطريقة مبتكرة ابداعية ذات معنى.

ما يثيرني أكثر من أي شيء آخر هو الحماس واللهفة الناتجة عن التعليم المحوسب  لدى جميع الطالبات من كل الطبقات وكل الطواقم التعليمية على حد سواء. جميعهم يأتون بحب إلى المدرسة ، فمثلا المعلمات ذوات الخبرة التعليمية  30 عاما ، يتوجهون الى استكمالات "التقنيات الحديثة المتطورة ". إنه يثيرني أنهم قادرون على رؤية المستقبل. عندما أتذكر اول يوم حضرت فيه للمدرسة  والتي كانت اشبه بالسجن كانت الجدران باهتة توحي باحاسيس مملة جدا, مقارنة بما تبدو عليه اليوم  كحديقة نباتية يافعة مزودة باجهزة ذات تقنية العالية.

من المضحك , طالبات الصف التاسع يبكون لا يوجد لديهم صف بطبقة العاشر للتعلم فيه لدينا ويقولون أن المدارس الثانوية لا تسمح لهم بتعلم برمجة الحاسوب ، وبالتعلم خارج الصف  والمشاركة في المسابقات القطرية والعالمية والتوجه للتعلم باماكن بعيدة. الفتيات هنا متمكنات من بناء نظام  وتخطيطه  بشكل منطقي متسلسل وهذه الامور ليست معروفة ضمنا حتى لدى المدارس التي لديها امكانيات اكثر مما لدينا .

 منذ ثماني سنوات ، أتذكر أنه في الأول من سبتمبر قيل لي: مرحبا ، أنت المديرة. أخبرت السكرتيرة أن تخرج مذكرة تقول بأننا سنلتقي اليوم لكي يتعرفوا علي  ، مديرة جديدة  لديها 76 معلمة  كانوا ينتظرون شخص ما ليأتي إلى هنا. جلست أمامهم ، كانوا يعلمون أنني كنت معلمة ومركزة  للحوسبة في المدارس ومحاضرة  في جميع مجالات التكنولوجيا والتعليم في القدس الشرقية. منهم من تعرف علي  من خلال استكمالات  الحوسبة للمعلمين . بالإضافة إلى ذلك ، عملت امي  مدة 26 سنة كمعلمة في المدرسة حيث لعبت في الساحات طوال الصيف عندما كانت والدتي تعد الخطط للعام المقبل. لسنوات لعبت هنا كطفلة . منذ طفولتي كان من الواضح لي أنني سأكون معلمة هنا ، ومن اللعب في ملعب المدرسة أصبحت مديرة لها.

في اجتماعي الأول مع طاقم المدرسة  أخبرنتني المعلمات ، بتخوف ، "أنت مهندسة ومعلمة حاسوب ، ولا نعرف استخدامه  على الإطلاق ولا تطالبينا بما هو محوسب  لأننا لا نعرف." قلت لهم ، " مهلا مهلا  " سوف أساعدكم لتتقدموا بنجاح . في السنة الأولى ، قمت بنفسي بعمل استكمال لنصف الطاقم التعليمي  موافق عليه من وزارة التعليم. وقام  معلم حاسوب زميلي  بمساعدتي  وبناء خطة عمل للطاقم  بأكمله للتمكن من استخدام الحاسوب في التعليم  قدم لي هدية بالتبرع بتعليم استكمال  لتأهيل باقي الطاقم وخاصة الذين بحاجة للتدريب اكبر في السنة الأولى ، كل ما قالوه عني هو أنه كان من المهم بالنسبة لي فقط مظهر وشكل  المدرسة وليس ما يحدث في التربية والتعليم

 أن كل ما يهمني هو الجدران ، وليس المناهج والخطط التربوية . لكنني اعتقدت انه يجب خلق  بيئة  تعليمية ممتعة وخضراء للطالبات هي ما يخلق بيئة  تعليمية غنية وفي وقت لاحق  قامت الطالبات بتزيين  الجدران  ومتابعة الزراعة والاهتمام بالبيئة المدرسية. الجميع فجأة تجند من اجل تحسين مظهر المدرسة ومتابعة تطورها.

في السنة الثانية زار مدرستنا مدير قسم التعليم بالبلدية السيد  داني بار غيورا ورأى بالفعل تفعيلنا  لاجهزة الحاسوب  في التعليم

وأردت الحصول على برنامج "حاسوب  لكل معلم" ، ولكن لم يوافقوا لنا ، فارسلت  للسيد داني رسالة بطلب ذلك  وخلال أسبوع بالفعل حصلت على موافقة عليه . وهكذا بدأنا  العمل ببرنامج الحوسبة  المقدم من وزارة المعارف . وبعد ثلاث سنوات ، شعرت بإنجاز كبير ، وقمت بنفسي بالتخطيط لاستكمالات الطاقم من خلال اختيار محاضرين  متخصصين ومهنين  ، وكان لديّ تخطيط سنوي ، فصلي وشهري لكل استكمال ، ولكل فرد من الطاقم وتابعت مع المحاضرين الاحتياجات والامكانيات من اجل  التطور والتقدم

تعلمت عن نقاط القوة لكل معلمة ووفرت لها المساحة والامكانيات اللازمة وشجعتها للمضي قدمًا للعمل والتطوير, وارى ان كل معلمة  جلست معي هي ملكة بعملها  يمكنها المضي قدما بطلب المشاريع البرامج  والدورات للتقدم بما هي متمكنة فيه .

ما تغير في المدرسة أكثر من أي شيء هو أن الطالبات يتفوقون  على معلماتهم  ، في التخطيط ، في البرمجة ، في البحث ، في العمل الفني. يفعلون أشياء لا تستطيع المعلمات عملها . حتى الطالبات  اللاتي يعملن اليوم  بجد ويقومون بأبحاث علمية كانوا  بالماضي لا يرغبون في الدراسة  اليوم هم قادرون على تحقيق النتائج التي لم نحلم بها .

اليوم جميع المعلمات مبادرات . لم يعد هناك "معلمة متلقية " ، المعلمة  تأتي بفكرة وتتقبل كل الظروف  تبني مبادرة وتتابع نجاحها.

يبدو الأمر وكأنني  بدأت بالعمل  وعلى يدي طائر صغير وكبر وتحول الى  سفينة فضائية او صاروخا انطلق في الفضاء لا يتوانى من بعد المسافة  ولا السرعة  ولا اي من الصعوبات ….ولم تعد السماء هي  الحدود .